lays off over 12,000 employees, signaling a major AI-driven transformation in India's $283 billion IT outsourcing industry that could displace up to half a million jobs in the next two to three years

قرار شركة تاتا كونسولتينسي سيرفيسز (TCS)، أحد أكبر شركات التكنولوجيا الهندية، بتقليل أكثر من 12 ألف وظيفة، يُعد مؤشرًا على تحوّل جذري يجتاح قطاع الاستشارات والتكنولوجيا الخارجة عن الهند، الذي يُقدّر حجمه بـ283 مليار دولار. وبحسب خبراء، يُرجّح أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقليل نحو نصف مليون وظيفة في القطاع خلال الفترة المقبلة، مدفوعة بتسارع اعتماد الذكاء الاصطناعي في عمليات التصنيع والخدمات. تُعد TCS، التي تُعتبر من أضخم مزودي خدمات التكنولوجيا في العالم، أول شركة كبرى من نوعها في الهند تعلن عن تقليل كبير في القوى العاملة على هذا المستوى، ما يفتح الباب لتحولات واسعة في سوق العمل العالمي. ورغم أن الشركة لم تُعلن عن أسباب مفصلة، إلا أن التقارير تشير إلى أن التحول نحو الأتمتة والذكاء الاصطناعي، وخاصة في مجالات مثل تطوير البرمجيات، والصيانة التقنية، ودعم العملاء، أصبح السبب الرئيسي وراء هذه الخطوة. الذكاء الاصطناعي، بفضل قدرته على أتمتة المهام المتكررة، وتحليل البيانات بسرعة هائلة، وتوليد كود برمجي تلقائي، بدأ يُحدث تغييرات جذرية في هيكل العمالة داخل شركات الخدمات التقنية. فبدلاً من الحاجة إلى مئات المبرمجين لكتابة شفرات بسيطة، يمكن الآن لبرامج ذكية أن تؤدي نفس المهام بجودة عالية وبأقل تكلفة ووقت. هذا التحوّل يُقلل من الحاجة إلى العمالة الواسعة، خاصة في المهام المتوسطة والمنخفضة التعقيد. التأثير لن يقتصر على TCS فحسب، بل سيمتد إلى شركات أخرى مثل Infosys وWipro وHCL، التي تعتمد بشكل كبير على نموذج العمل القائم على الاستعانة بالقوى العاملة من الهند لخدمة العملاء في الغرب. ورغم أن هذه الشركات بدأت بالفعل في دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها، فإن قرار TCS يُعد تحولًا استراتيجيًا ملموسًا يُظهر أن التحول لا يزال في مراحله الأولى، وربما يكون مجرد بداية لسلسلة من التخفيضات. الخبراء يحذرون من أن العمال في هذه القطاعات، خصوصًا من فئة المبرمجين المبتدئين والمحللين التقنيين، قد يواجهون تهديدًا حقيقيًا لاستقرار وظائفهم. في المقابل، تُظهر التوقعات أن الطلب على مهارات متقدمة مثل تصميم نماذج الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وإدارة الأنظمة الذكية، سيزداد بشكل كبير، ما يفرض على العمال تطوير مهاراتهم باستمرار لمواكبة التغيرات. في المدى الطويل، قد يؤدي هذا التحول إلى إعادة تشكيل صناعة الخدمات التقنية العالمية، حيث تصبح الشركات أكثر كفاءة وسرعة، لكنها أيضًا أكثر تركيزًا على المهارات العالية، ما يقلل من الحاجة إلى العمالة الواسعة. ورغم التحديات التي يفرضها هذا التحول، فإن بعض الخبراء يرون أنه فرصة لتعزيز الابتكار ودفع عجلة التحول الرقمي، طالما تم التعامل معه بمسؤولية اجتماعية واقتصادية.