رفضت قبول عرض للتسجيل في برنامج دراسات عليا مرموق بسبب تأثير الذكاء الصناعي على صناعة الكتابة الإبداعية
في يناير المبكر من عام 2024، تلقى الكاتب رسالة قبول مميزة من برنامج الدراسات العليا في الكتابة الإبداعية بجامعة سيدني المرموقة. كان هذا القبول بالنسبة له تأكيدًا على موهبته وأحلامه في كتابة رواية ناجحة يومًا ما. منذ صغر عمره، كان يقضي ساعات طويلة في غرفته يكتب القصص، رغم عدم إيمان أهله بمستقبل مهني في مجال الكتابة. لكن بعد تلقي رسالة القبول، بدأ يلاحظ التغييرات الجذرية التي تسببها الذكاء الاصطناعي في الصناعة التي يرغب في الانضمام إليها. في أواخر عام 2023، لاحظ الكاتب تراجعًا كبيرًا في فرص العمل في مجال الكتابة، حيث بدأت الصحف والمجلات تسريح كتّابها وبدأ أصدقاؤه في الصناعة يفقدون وظائفهم بسبب المنافسة مع الكتابات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي. بالنسبة لصناعة الكتب، أصبح من الواضح أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إنتاج آلاف الكتب الإلكترونية شهريًا، مما يلبي الطلب التجاري بشكل كافٍ. فيما يتعلق ببرامج الماجستير في الفنون الأدبية، مثل البرنامج الذي تم قبوله فيه بجامعة سيدني، لا تزال تعلم أن السوق الأدبية لم تتأثر بالذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، كان من الصعب عليه البقاء ملتزمًا بهذا الاعتقاد في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم. قرر الكاتب عدم قبول عرض القبول في برنامج الدراسات العليا بسبب مخاوفه من أن يكون سوق الكتابة قد تحول تمامًا بحلول الوقت الذي يحصل فيه على شهادته. تخيل نفسه يبحث عن وكيل أدبي بينما تمتلئ مكتبات الكتب بالمئات من الأعمال التي كتبتها برامج الذكاء الاصطناعي. تخيل أيضًا أنه سيقضي وقتًا طويلًا في كتابة مقالات متميزة بينما يقوم المحررون بتمريرها عبر فلاتر الذكاء الاصطناعي قبل تفضيل نسخ أرخص منها. كل هذه الأفكار جعلته يشعر بالخوف من أن يصبح غير ذي قيمة في المستقبل. رغم أن العديد من الأشخاص أكدوا له أن الذكاء الاصطناعي لن يتمكن من استبدال الكتابة الحقيقية وأن البشر سيظلون يرغبون في القصص الأصلية، إلا أنه كان يعتقد أنهم يقللون من تقدير سرعة تحول السوق. بدأ يتساءل أيضًا عن قيمة الشهادة التي سيحصل عليها مقابل استثمار مادي كبير قدره 50,000 دولار لمدة سنتين من الدراسة. منذ أن رفض البرنامج، بدأ الكاتب في تجربة مشاريع مختلفة للسرد القصصي. يعمل حاليًا ككاتب حر بدوام كامل وانضم إلى مجتمعات كتابة تركز على القصص الأصلية. هناك أيام يشعر فيها بالحنين إلى ما كان يمكن أن تكون عليه صفوفه الدراسية، ولكنه يعرف الآن أنه لا ينوي التخلي عن الكتابة، بل عليه إعادة اختراعها ليظل ملائمًا للعالم الجديد. تقييم الحدث من قبل مختصين: يعد قرار الكاتب بمثابة انعكاس للتحديات التي تواجهها الصناعات الأدبية والإبداعية في ظل تطور الذكاء الاصطناعي. يرى العديد من المختصين أن الذكاء الاصطناعي سيغير طبيعة العمل في هذه الصناعات بشكل كبير، لكنه لن يتمكن من استبدال الإبداع البشري تمامًا. يؤكدون أيضًا على أهمية التكيف مع التكنولوجيا الجديدة والاستفادة منها، مع الحفاظ على الجودة والعمق في الكتابة البشرية. نبذة عن جامعة سيدني: تعتبر جامعة سيدني من أفضل الجامعات في أستراليا والعالم، وتتميز برامجها في الكتابة الإبداعية بمعايير عالية من التعليم والتدريب. رغم ذلك، فإن الكاتب يرى أن هذه البرامج يجب أن تعيد النظر في مناهجها لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة.