أداة ذكاء اصطناعي من جامعة كارنيغي ميلون تُسرّع اكتشاف أسباب الأمراض النادرة
بحث أسرع عن الإجابات: أداة ذكاء اصطناعي تُحدث ثورة في أبحاث الأمراض النادرة أصبح من الممكن الآن تسريع عملية اكتشاف الأسباب الجينية للأمراض النادرة، بفضل أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي طوّرها باحثون من جامعة كارنيغي ميلون بالتعاون مع مراكز بحثية متعددة. تُعد هذه الأداة خطوة مهمة نحو تحسين تشخيص الأمراض النادرة، التي تؤثر على أقل من 1 من كل 2000 شخص، وغالبًا ما تُترك دون تشخيص لسنوات بسبب تعقيد أعراضها وندرة المعلومات المتاحة عنها. تُعاني المرضى المصابون بأمراض نادرة من صعوبة في الحصول على تشخيص دقيق، ما يؤدي إلى تأخير في بدء العلاج، وزيادة معاناتهم، وفقدان فرص التدخل المبكر. وتعمل الأداة الجديدة على تحليل كميات هائلة من البيانات الجينية والطبية بسرعة فائقة، لتحديد التغيرات الجينية المرتبطة بهذه الأمراض، حتى في الحالات التي لا توجد عنها بيانات كافية. النظام يعتمد على نموذج ذكاء اصطناعي متقدم يُسمى "مُحلل الجينات المتنقلة"، الذي تم تدريبه على ملايين السجلات الطبية والجينية من مصادر متعددة، بما في ذلك مشاريع عالمية مثل "مشروع الجينوم البشري" و"قاعدة بيانات الأمراض النادرة". بفضل هذا التدريب، يستطيع النظام التعرف على أنماط غير ملحوظة في البيانات، مثل التغيرات الجينية النادرة التي قد تكون مرتبطة بمرض معين، حتى لو لم تُدرَس من قبل. ما يميز هذه الأداة هو قدرتها على دمج المعلومات من مصادر متعددة، مثل السجلات الطبية، والتحليلات الجينية، وبيانات الأعراض، لتقديم تفسيرات متكاملة ومقترحات تشخيصية دقيقة. كما تتيح الأداة للمختصين في مجال الطب الجيني تقييم احتمال ارتباط جين معين بمرض نادر، بناءً على أدلة قوية وتحليلات تنبؤية، مما يقلل من الحاجة إلى التجارب الطويلة والتكاليف الباهظة. في تجارب أولية، تم استخدام الأداة لتحليل حالات من مرضى لم يُحسم تشخيصهم لسنوات، ونجحت في اقتراح أسباب جينية محتملة في أكثر من 60% من الحالات، بعضها أدى إلى تشخيص دقيق وعلاج مخصص. وتشير النتائج إلى أن هذه الأداة يمكن أن تقلل من مدة التشخيص من سنوات إلى أسابيع أو أشهر. الباحثون يؤكدون أن هذه التقنية ليست بديلًا للطب البشري، بل أداة دعم قوية تُمكّن الأطباء والعلماء من اتخاذ قرارات أكثر دقة وسرعة. كما أن الأداة مفتوحة المصدر، مما يتيح للمراكز البحثية حول العالم استخدامها وتطويرها لتحسين فعاليتها. يُعد هذا التقدم خطوة كبيرة نحو عالم يُمكن فيه تشخيص الأمراض النادرة بشكل أسرع، وتوفير علاجات مخصصة لمن يعانون من حالات كانت تُعتبر مستعصية سابقًا. ويشير الباحثون إلى أن تطوير أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة مثل هذه هو مفتاح لفتح آفاق جديدة في الطب الدقيق، لا سيما في مجالات تُعاني من نقص في المعرفة والموارد.