Meta تدفع 100 مليون دولار لجذب خبراء الذكاء الاصطناعي.. هل هو صفقة مربحة؟
في مواجهة المنافسة الشديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، تواجه شركة "ميتا" (Meta) تحديًا كبيرًا في جذب المواهب من شركات أخرى مثل "أوبن أي آي" (OpenAI)، حيث تُقدّم عروض مالية ضخمة تصل إلى 100 مليون دولار لكل باحث. ووصف سام ألتمن، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن أي آي"، هذه العروض بأنها "مجنونة"، لكن لاسلو بوك، الذي شغل منصب نائب رئيس الموارد البشرية في "جوجل" لمدة عقد من الزمن، رأى أن هذه الخطوة قد تكون "صفقة جيدة". وقال بوك، الذي ترك "جوجل" في عام 2016 ويعمل الآن في شركات ناشئة، إن إنفاق مبالغ كبيرة على الباحثين الأفراد يمكن أن يكون أقل تكلفة من عمليات "الاقتناء المدمج" (Acquihires)، وهي عمليات تُستخدمها شركات التكنولوجيا الكبرى لشراء شركات صغيرة أو فرق بحثية. واعتبر أن هذه الاستراتيجية منطقية، خاصةً في سوق يُعتبر "فوز واحد يأخذ كل شيء"، حيث تسعى الشركات إلى البقاء في الصدارة. وأشار بوك إلى أن "ميتا" توسّعت مؤخرًا في جذب خبراء الذكاء الاصطناعي من "أوبن أي آي"، من بينهم الباحثون شينجيا تشاو، شوشاو بين، جياهي يو، وهونغيو رين، بالإضافة إلى تعيين نات فريدمان، رئيس "جيت هاب" (GitHub) السابق، في منصب قيادي. كما استحوذت "ميتا" على حصة 49% في شركة "سكيل آي" (Scale AI) مقابل 14.3 مليار دولار، وضمّت قيادياً من الشركة، وهو ألكسندر وانغ. بالمقابل، أعادت "جوجل" توظيف مؤسسي "كياراكتر آي" (Character.AI) في صفقة تصل قيمتها إلى 2.7 مليار دولار. ورأى بوك أن عروض 100 مليون دولار لكل باحث قد تكون أرخص من هذه الصفقات، خاصةً إذا كان الباحثون من الأفضلين. واعتبر أن المبالغ المذكورة ليست كبيرة بالنسبة للشركات الكبرى، حيث حققت "ميتا" عائدات تصل إلى 164.5 مليار دولار في عام 2023. من جهته، أوضح أندره بوسورث، المدير التقني لـ"ميتا"، أن ألتمن "تجاهل ذكر أن شركته تقابل هذه العروض"، مما يدل على أن المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي أصبحت مكثفة للغاية. وأشار بوك إلى أن سياسات "جوجل" في الماضي كانت تشمل إعداد عروض مكافحة سريعة، تصل إلى الموظفين خلال دقائق، لمنعهم من ترك الشركة. وأضاف أن هذه الممارسات قد تُعتبر جزءًا من "نظرية الألعاب"، حيث تهدف الشركات إلى إرباك المنافسين من خلال إعطاء رواتب أعلى للباحثين، مما يؤدي إلى توتر داخلي وتأثير سلبي على ثقافة العمل. في النهاية، يرى بوك أن هذه الاستراتيجيات ليست جديدة، بل تُعتبر جزءًا من معركة توظيف مفتوحة في قطاع التكنولوجيا، حيث تسعى الشركات للاستحواذ على أفضل العقول لضمان الابتكار والتفوق. ومع تزايد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي، تصبح هذه الممارسات أكثر تعقيدًا وتأثيرًا على السوق.