دell تُطلق "مشروع مافريك" لتجديد عملياتها استعدادًا لعصر الذكاء الاصطناعي
تُعد "مشروع مافريك" مبادرة سرية داخل شركة ديل، بدأت في نوفمبر 2024، تهدف إلى إعادة هيكلة شاملة لعمليات الشركة لمواكبة عصر الذكاء الاصطناعي. على الرغم من أن المشروع لا يُعد اختراعًا تقنيًا جديدًا، إلا أنه يمثل تحولًا جوهريًا في البنية التشغيلية لشركة عمرها 41 عامًا، والتي ورثت نظامًا تقنيًا معقدًا بعد اندماجها مع إم سي أيه عام 2015، ثاني أكبر صفقة اندماج في تاريخ التكنولوجيا. تُظهر وثائق داخلية أن ديل تدير حاليًا نحو 4700 تطبيق، و70 ألف خادم، وأكثر من 10 آلاف قاعدة بيانات، ما جعل بيئتها الرقمية معقدة وغالية الصيانة. وفقًا لعرض تقديمي داخلي، فإن هذا التراكب يعيق الابتكار ويُجبر الموظفين على استخدام عمليات يدوية وتقديم تقارير مفرطة، مما يستنزف طاقتهم عن المهام الاستراتيجية. أشار موظفان في الشركة، بعدم الكشف عن هويتهما، إلى أن الأدوات الحالية "قديمة جدًا" ولا تتناسب مع متطلبات العمل الحديث، مشيرين إلى أن الأنظمة لا تتواصل مع بعضها، ما يُجبر المستخدمين على التبديل بين عدة أدوات لإنجاز مهمة واحدة. ووصف أحدهما البيئة الحالية بأنها "مُعقدة للغاية"، بينما أشار آخر إلى أن التحديثات المطلوبة "متأخرة منذ زمن". يُتوقع أن يبدأ تنفيذ المشروع في قسم حلول العملاء (CSG)، المسؤول عن بيع الحواسيب والشاشات، في فبراير 2026، مع يوم واحد للاعتماد النهائي، حيث سيتم إيقاف معظم الأنظمة القديمة. ويتبعه تحديث قسم حلول البنية التحتية (Infrastructure Solutions) في مايو 2026. ستشمل التغييرات إنشاء كتالوج عالمي موحد، وتوحيد أوقات التسليم، وتمكين إدارة الطلبات تلقائيًا، ما من شأنه تقليل الوقت المُستهلك في المهام اليدوية، وتحسين جودة البيانات، وسرعة الاستجابة للعملاء. ووصف الوثائق الداخلية المشروع بأنه "فرصة جريئة" لتمكين "ديل الحديثة"، وتعزيز قدرتها التنافسية. يأتي المشروع في سياق تحولات كبيرة في ديل، حيث خفضت الشركة عدد موظفيها بنسبة 19% خلال عامين، بانخفاض قدره 25 ألف موظف. كما شهدت تغييرات قيادية كبيرة، منها استقالة الرئيس التنفيذي للشؤون المالية، يفون ماكغيل، بعد 30 عامًا في الشركة، وتعيين جيف كلارك كقائد يومي لقسم CSG، الذي يمثل مصدر الدخل الرئيسي لكنه شهد تراجعًا في الأرباح لثلاث سنوات متتالية. يُظهر "مشروع مافريك" أن الشركات الراسخة، حتى لو كانت من كبار مزودي التكنولوجيا، يجب أن تعيد بناء عملياتها بالكامل لتناسب متطلبات الذكاء الاصطناعي. وفقًا لجو ديبا، كبير مسؤولي الابتكار في شركة إي آر، فإن تطبيق الذكاء الاصطناعي لا يعني فقط دمج أدوات جديدة، بل يتطلب إعادة تفكير جذري في العمليات، والأنظمة، وحتى النماذج التجارية، من منظور "أولويات الذكاء الاصطناعي". وشدد على أن الشركات التي تقلل من تعقيد عملياتها وتُعيد هندستها حول الذكاء الاصطناعي ستكون هي المُعيار التنافسي في المستقبل.