أبل تطلق نظامًا جديدًا للذكاء الاصطناعي لإنشاء الصور يُسمى STARFlow بالتعاون مع جامعات متعددة، ويُظهر أداءً متميزًا في توليد صور عالية الدقة مقارنة بنماذج التشتت الشهيرة، دون الحاجة إلى معالجة منفصلة للبيانات، بفضل تصميمه العميق والبسيط وتقنيات التلاعب في الفضاء الخفي، لكن مصير تحويل هذا الإنجاز الأكاديمي إلى ميزة حقيقية في منتجات أبل ما زال مجهولًا.

Apple أعلنت عن نظام ذكاء اصطناعي جديد لتحرير الصور يُسمى STARFlow، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الأكاديمية، ويُعدّ تطورًا ملحوظًا في مجال توليد الصور الرقمية. يعتمد النظام على دمج تقنيتين متقدمتين: "التدفق المنتظم" (Regularized Flows) و"المُحوّل التلقائي" (Autoregressive Transformers)، ما يسمح له بإنتاج صور عالية الدقة بجودة تُقارن بأفضل النماذج المتداولة حالياً، مثل نماذج التشتت (Diffusion Models)، دون الحاجة إلى خطوات تجزئة أو تحويل الصور إلى شكل مُبسط. ما يميز STARFlow هو تصميمه المُبتكر المُسمى "العمق والسطح" (Deep-Shallow Architecture)، الذي يُعدّ توازنًا دقيقًا بين القوة التعبيرية للنموذج وفعالية الحوسبة. ففي هذا التصميم، يُستخدم جزء عميق من الشبكة لاستخلاص السمات المعقدة من الصور، بينما يُوظف جزء سطحي لتحسين سرعة التوليد وخفض استهلاك الموارد. هذا التصميم يُمكّن النظام من العمل بكفاءة عالية حتى على الأجهزة المحمولة، وهو ما يُعدّ خطوة مهمة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في التطبيقات اليومية. إضافة إلى ذلك، يعتمد STARFlow على معالجة الصور في الفضاء المُستعار (Latent Space)، وهو ما يعني أنه لا يتعامل مباشرة مع بكسلات الصورة عالية الدقة، بل مع تمثيلات مُختزلة وذكية لها. هذه الطريقة تقلل من الحِمل الحسابي بشكل كبير، وتساعد على توليد صور بجودة عالية بسرعة أكبر، دون التضحية بالتفاصيل الدقيقة. رغم التقدم المُحرز في الأداء، لا يزال مصير النظام من حيث التحويل إلى منتج حقيقي مُحتملًا. فبينما أظهرت النتائج المنشورة على منصة arXiv أدلة قوية على كفاءة STARFlow في البيئات البحثية، فإن دمج مثل هذا النظام في منتجات Apple مثل iPhone أو iPad يتطلب تحسينات إضافية في الأمان، والتحكم في المحتوى، والتوافق مع سياسات الخصوصية التي تُعطيها الشركة أولوية. كما أن قدرة النظام على توليد صور واقعية قد تثير مخاوف أخلاقية وتقنية، خصوصًا في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بالصور المزيفة. في الوقت الحالي، يُعتبر STARFlow نموذجًا بحثيًا رائدًا يُظهر إمكانات كبيرة في توليد الصور باستخدام نماذج أكثر كفاءة من النماذج التقليدية. لكن تحويل هذه النتائج من مختبر أكاديمي إلى ميزة حقيقية في أجهزة المستخدمين يتطلب خطوات متعددة، من تحسين الأداء على الأجهزة المحمولة إلى تطوير أدوات تُمكّن المستخدمين من التحكم في النتائج بطريقة آمنة وشفافة. ما يبقى مؤكدًا هو أن Apple تُظهر توجهًا واضحًا نحو الريادة في الذكاء الاصطناعي، ولا سيما في مجالات توليد المحتوى التي تُعدّ محورًا استراتيجيًا في مستقبل التكنولوجيا.