فيسبوك يستخدم صورك غير المنشورة في تغذية الذكاء الاصطناعي
في خطوة جديدة ومثيرة للجدل، قررت شركة ميتا استخدام صور المستخدمين غير المنشورة في تدريب برامج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بعد سنوات من استخدام مليارات الصور العامة الموجودة على خوادم فيسبوك وإنستغرام. وفقًا لتقرير نشرته TechCrunch يوم الجمعة، بدأ مستخدمو فيسبوك في مواجهة رسائل منبثقة عند محاولة نشر شيء على ميزة القصص تطلب منهم الموافقة على «معالجة الغيوم» التي تسمح لفيسبوك بـ «اختيار الوسائط من ملف الصور الخاص بهم وتحميلها إلى غيوم الشركة بشكل دوري» لتوليد أفكار مثل الكولاجات، الاستعراض، إعادة تشكيل الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، أو مواضيع مثل أعياد الميلاد أو التخرج. عندما يوافق المستخدمون على هذه الميزة، فإنهم يمنحون ميتا الحق في تحليل «الوسائط وخصائص الوجه» في تلك الصور غير المنشورة، بالإضافة إلى تاريخ التقاط الصور وجودة الأشخاص أو الأشياء فيها. هذا التحليل يمكن أن يساعد ميتا في توفير محتوى مبتكر وم-personalized. ومع ذلك، لم تقدم ميتا أي توضيح حول ما إذا كانت الصور الغير منشورة التي يتم الوصول إليها عبر «معالجة الغيوم» معفية من استخدامها كبيانات تدريبية للذكاء الاصطناعي، حيث أنه حتى ٢٣ يونيو ٢٠٢٤، كانت شروط استخدام الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة مبهمة في هذا الجانب. ميتا كانت قد أقرت سابقًا بأنها استخدمت بيانات جميع المحتويات المنشورة على فيسبوك وإنستغرام منذ عام ٢٠٠٧ لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المولدة لديها. رغم أن الشركة أشارت إلى أنها استخدمت فقط منشورات عامة من مستخدمين بالغين تزيد أعمارهم على ١٨ سنة، إلا أنها ظلت غامضة حول ما يعتبره «عامًا» وما يعتبره «مستخدم بالغ» في عام ٢٠٠٧. على عكس جوجل التي تؤكد عدم استخدامها بيانات الصور الشخصية من Google Photos لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، لم توضح ميتا موقفها بشأن الصور الغير منشورة التي يتم الوصول إليها عبر «معالجة الغيوم». لحسن الحظ، يمكن للمستخدمين تعطيل معالجة الغيوم لملفات الصور الخاصة بهم من خلال الإعدادات في التطبيق. بمجرد تفعيل الخيار، ستبدأ الشركة بإزالة الصور الغير منشورة من الغيوم بعد ٣٠ يومًا. ولكن هذا الخيار، الذي يبدو وكأنه ميزة، يقترح انتهاكًا جديدًا للبيانات الشخصية، حيث يتخطى نقطة الاحتكاك المعروفة باعتبارها إجراء واعيًا لنشر صورة للجمهور. وفقًا لمنشورات على ريديت اكتشفتها TechCrunch، بدأت ميتا بتقديم اقتراحات لإعادة تشكيل الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي حتى على الصور التي تم تحميلها سابقًا، حتى لو لم يكن المستخدمون على دراية بذلك. أحد المستخدمين أفاد أن فيسبوك قام بتحويل صور زفافه تلقائيًا إلى أسلوب Studio Ghibli دون علمه. تشير هذه الحادثة إلى أن ميتا قد بدأت بالفعل في استخدام تقنية (AI restyling) دون إبلاغ المستخدمين بشكل واضح. تعد هذه الأداة الإبداعية مثالًا آخر على التصعيد التدريجي الذي يأتي مع مشاركة الوسائط الشخصية مع مقدمي خدمات الذكاء الاصطناعي. مثل الشركات التقنية الكبرى الأخرى، تتمتع ميتا بآمال كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي. القدرة على الوصول إلى الصور الشخصية التي لم يشاركها المستخدمون بعد على شبكة فيسبوك الاجتماعية قد تعطي الشركة ميزة تنافسية في سباق الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، في عجلة الشركات التقنية للبقاء في المقدمة، ليس دائمًا واضحًا ما يوافق عليه المستخدمون عندما تظهر ميزات مثل هذه. وفقًا لشروط استخدام الذكاء الاصطناعي الخاصة بميتا حول معالجة الصور، «بمجرد المشاركة، توافق على أن ميتا ستقوم بتحليل تلك الصور، بما في ذلك خصائص الوجه، باستخدام الذكاء الاصطناعي. هذه المعالجة تتيح لنا تقديم ميزات جديدة ومبتكرة، بما في ذلك القدرة على تلخيص محتوى الصور، تغيير الصور، وإنشاء محتوى جديد بناءً على الصور». بالإضافة إلى ذلك، تمنح الشروط الذكاء الاصطناعي لميتا الحق في «الاحتفاظ واستخدام» أي معلومات شخصية تم مشاركتها لتخصيص المخرجات الاصطناعية. تلاحظ الشركة أنها يمكن أن تراجع تفاعلات المستخدمين مع الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المحادثات، وقد يتم إجراء هذه المراجعات بواسطة البشر. الشروط لا تحدد ما تعتبره ميتا معلومات شخصية، وتشير فقط إلى أنه يشمل «المعلومات التي تقدمها كحوافز، ملاحظات، أو محتوى آخر». لم تستجب ميتا حتى الآن لطلبات التعليق أو التوضيح من TechCrunch أو The Verge. حتى الآن، لم يواجه هذا الخصوصية رد فعل قوي. عدد قليل من مستخدمي فيسبوكสะดكاوا ميزة الصور المعدلة بالذكاء الاصطناعي عند إنشاء قصة جديدة وطرحوا أسئلة حولها. على سبيل المثال، تم إبلاغ أحد المستخدمين على ريديت بأن فيسبوك قام بسحب صورة قديمة (في هذه الحالة، صورة تم مشاركتها سابقًا على الشبكة الاجتماعية) وتغييرها تلقائيًا إلى أنيمي باستخدام ذكاء ميتا الاصطناعي. عند البحث عن كيفية إيقاف هذه الميزة، قاد الطلب إلى قسم يُسمى «اقتراحات مشاركة ملف الصور» في إعدادات التطبيق. في هذه الصفحة، هناك مفتاحان. الأول يسمح لفيسبوك باقتراح صور من ملف الصور الخاص بالمستخدم أثناء تصفح التطبيق. الثاني (والذي يجب أن يكون بموافقة المستخدم بناءً على رسالة المنبثق في القصص) هو حيث يمكن تمكين أو تعطيل «معالجة الغيوم»، التي تسمح لميتا بإنشاء صور AI باستخدام صور ملف الصور الخاص بالمستخدم. هذه الوصول الإضافي لاستخدام الذكاء الاصطناعي على صور ملف الصور يتجاوز ما أعلنت عنه ميتا سابقًا فيما يتعلق بتدريب الذكاء الاصطناعي على البيانات المنشورة علنًا، بما في ذلك المشاركات والتعليقات على فيسبوك وإنستغرام. المستخدمون في الاتحاد الأوروبي كانوا لديهم حتى ٢٧ مايو ٢٠٢٥ للخروج من هذا البرنامج. الرسالة السياقية تعليقات الخبراء تشير إلى أن هذه الخطوة من ميتا تطرح تساؤلات حول خصوصية البيانات الشخصية واستخدامها في تدريب الذكاء الاصطناعي. بينما تسعى ميتا لتحقيق أهدافها الطموحة في مجال الذكاء الاصطناعي، يجب عليها أن توضح سياساتها بشكل أكبر لطمأنة المستخدمين وبناء الثقة. ميتا هي واحدة من أكبر الشركات التقنية في العالم، ولها تاريخ طويل في جمع وتحليل بيانات المستخدمين. الآثار الأوسع لهذه الخطوة قد تتراوح بين زيادة المخاوف حول الخصوصية وتقوية مكانة الشركة في سوق التكنولوجيا المتنامي.