هل تتجه جوجل لاقتحام مائدة OpenAI؟ رسم بياني من Menlo Ventures يثير تساؤلات: انخفض حصة OpenAI في سوق واجهات برمجة تطبيقات النماذج اللغوية المؤسسية من 50% إلى 25%، بينما ارتفعت حصة جوجل من 7% إلى 20%، ما يُظهر تحولاً جذرياً في التوازن التنافسي. ملاحظات من منصات مثل Reddit تُشير إلى تحسن ملحوظ في أداء Gemini، مما يوحي بحالة تكاملية جديدة: جوجل تمتلك ميزة توزيع فريدة عبر أربعة جبهات رئيسية — نظام التشغيل أندرويد، تطبيق جوجل جيميني، محرك البحث جوجل، وخدمات جوجل كلاود للذكاء الاصطناعي. هذا ليس أول مرة تدخل جوجل سوقاً ناضجاً متأخرة ثم تهيمن عليه. ففي الماضي، دخلت جوجل مجالات متعددة بعد ظهور منافسين راسخين — لكنها استطاعت التفوق بفضل الابتكار، التوزيع الاستراتيجي، والتركيز على تجربة المستخدم. من Gmail ( launched 2004) الذي فاق مزودي البريد الإلكتروني الكبار بمساحة تخزين 1 غيغابايت ومحرك بحث ذكي، إلى كروم (2008) الذي هزم إنترنت إكسبلورر بسرعة وواجهة بسيطة، ثم خرائط جوجل (2005) التي أحدثت ثورة بفضل صور الأقمار الصناعية وشريط الشوارع، ونظام أندرويد (2008) الذي استحوذ على 70–80% من سوق الهواتف الذكية بفضل الترخيص المفتوح، ويوتيوب (2006) الذي تفوق على فيميو وحاز على 2.5 مليار مستخدم شهريًا، ومحرك البحث جوجل (1998) الذي استحوذ على أكثر من 90% من السوق بفضل خوارزمية بيج رانك. كل هذه الأمثلة تُظهر نمطًا متكررًا: جوجل تدخل متأخرة، لكنها تُعيد تعريف السوق. الآن، مع تقدم Gemini في الأداء، وتوسع توزيعها عبر منصات متعددة، قد تكون جوجل على أعتاب تكرار نجاحها القديم — ليس فقط في السوق، بل في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي المؤسسي.
هل تقترب جوجل من استلام مكانة أوبن أيه آي في سوق الذكاء الاصطناعي؟ أحد الرسوم البيانية التي تُثير التفكير من شركة مينلو فنتشرز يُظهر تحولاً جذرياً في سوق واجهات برمجة التطبيقات للنماذج اللغوية الكبيرة في البيئة المؤسسية. فبينما كانت أوبن أيه آي تسيطر على نصف السوق في وقت ما، تراجعت حصتها الآن إلى 25% فقط، أي أن نصف حصتها اختفت في فترة قصيرة. في المقابل، تُظهر جوجل تقدماً ملحوظاً، حيث ارتفعت حصتها من 7% إلى 20%، مما يشير إلى تحوّل استراتيجي ملحوظ في التوازن التنافسي. ما يُثير الانتباه ليس فقط النمو، بل الطريقة التي تُحدثها جوجل. فالشركة تمتلك توزيعاً متكاملاً عبر عدة منصات: نظام التشغيل أندرويد، تطبيق جيميني، محرك البحث جوجل، وخدمات الحوسبة السحابية جوجل كلاود. هذا التوسع المتكامل يمنحها ميزة تنافسية نادرة، تتيح لها الوصول إلى ملايين المستخدمين عبر قنوات متعددة، ما يعزز انتشار تقنياتها بسرعة وفعالية. السؤال الأهم: هل نشهد تكراراً لسيرة جوجل في تاريخها؟ الجواب يبدو إيجابياً. ففي أكثر من مرة، دخلت جوجل سوقاً ناضجاً بعد منافسين كبار، لكنها استطاعت أن تُهيمن عليه بسرعة. ففي 2004، أطلقت جيميل في وقت كانت فيه خدمات مثل هات ميل وياهو ميل مهيمنة. لكنها فازت بفضل ميزة التخزين المجاني بسعة 1 جيجابايت (أكبر بعشر مرات من منافسيها) وتقنيات بحث متقدمة، لتصل اليوم إلى أكثر من 1.8 مليار مستخدم نشط، وهي الأبرز عالمياً. كما كان الحال مع متصفح كروم، الذي أُطلق في 2008، بعد أن كان إنترنت إكسبلورر يسيطر على السوق. لكن بفضل سرعته، وواجهته البسيطة، وتحديثاته المستمرة، ودمجه مع أندرويد، نجح كروم في تجاوز المنافسين بسرعة، ليصل إلى حصة سوقية تفوق 60% اليوم. ما يشبه هذا النموذج يُظهر نفسه في خرائط جوجل، التي دخلت السوق بعد ماب كيوت وياهو ماب، لكنها تفوقت بفضل صور الأقمار الصناعية، وخدمة "ستريت فيو"، والتكامل مع الخدمات الأخرى. ونفس الشيء حدث مع أندرويد، الذي اشترته جوجل عام 2005، ورغم تأخره عن آيفون، استطاع أن يسيطر على أكثر من 70% من سوق الهواتف الذكية بفضل نموذج الترخيص المفتوح والشراكات الواسعة. حتى يوتيوب، الذي اشترته جوجل عام 2006، كان يواجه منافسة من فيميو وآخرين، لكنه أصبح اليوم منصة الفيديو الأكبر عالمياً، مع أكثر من 2.5 مليار مستخدم شهريًا. أما محرك البحث جوجل نفسه، فلم يكن الأول، لكنه فاز بفضل خوارزمية "بايج رانك" التي قدمت نتائج أدق، ليسيطر اليوم على أكثر من 90% من السوق العالمي. إذا كان هذا التحول في سوق النماذج اللغوية الكبيرة هو بداية موجة جديدة من التفوق التكنولوجي، فقد يكون جيميني هو الخطوة التالية في سلسلة نجاحات جوجل التي بدأت من الوراء، وانتهت بالهيمنة. فهل تقترب جوجل من "أخذ لقمة أوبن أيه آي"؟ لا يبدو أن الأمر مجرد سؤال، بل تحوّل واقعي في طبيعة المنافسة في عصر الذكاء الاصطناعي.