رئيس جولدمان ساكس يتوقع أن يزيد الذكاء الاصطناعي من عدد الموظفين خلال العقد المقبل

أكد ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لشركة جولدمان ساكس، خلال مشاركته في مؤتمر بدولة إيطاليا، أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى زيادة عدد الموظفين في البنك خلال العقد المقبل، بدلًا من خفضها كما يُتوقع عادةً. ووصف سولومون كيف كانت عملية تحليل الشركات ومقارنة أدائها قبل ظهور الذكاء الاصطناعي تتطلب ساعات طويلة في المكتبات واستخدام وسائل ميكروفيش، بينما أصبح بالإمكان الآن إنجاز نفس المهمة بلمسة واحدة عبر الهاتف. وأشار إلى أن استثمار البنك في التكنولوجيا هذا العام بلغ نحو 6 مليارات دولار، مضيفًا أنه كان يرغب في زيادة هذا المبلغ، لكنه يواجه ضغوطًا لضمان عوائد مالية جيدة. واعتبر أن القيمة التي يوفرها البنك لعملائه ترتكز على ثلاث ركائز رئيسية: البشر، والرأسمال، والتكنولوجيا. وأضاف أن التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، تمكّن الموظفين المهرة من الوصول إلى معلومات أدق وتحليلها بشكل أعمق، مما يعزز كفاءة العمل. فيما يتعلق بالتوظيف، توقع سولومون أن يصبح البنك أكبر في الحجم خلال عشر سنوات، مع احتمال تقلص عدد الموظفين في بعض المهام الروتينية، لكنه يأمل في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتوسيع الفرق التي تتعامل مباشرة مع العملاء. وقال إن النمو في حجم العمل يفتح المجال لزيادة الوظائف، موضحًا أن "الشركة لن تبقى بنفس الحجم، بل ستتوسع، وبالتالي ستكون هناك حاجة لعدد أكبر من الموظفين". يُذكر أن جولدمان ساكس يوظف حاليًا نحو 46 ألف موظف، من بينهم حوالي 12 ألف فني تكنولوجياً يُدارون من قبل ماركو أرغينتي، رئيس تقنية المعلومات بالبنك، الذي أعرب سابقًا عن رؤية مماثلة لدمج الذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية. وأشار سولومون إلى أن التأثير الأكبر للذكاء الاصطناعي سيظهر في مجال تطوير البرمجيات، حيث يمكن لمحترف برمجيات واحد، باستخدام أدوات مثل "ديفين" من شركة كونغنيشن لابز، إنجاز ما كان يحتاج إلى عشرات المبرمجين لأسابيع. وذكر أن البنك أطلق بالفعل مساعدًا ذكيًا داخليًا لجميع موظفيه خلال الصيف. وعند سؤاله عن خطر تشكل "فقاعة ذكاء اصطناعي"، تجنب سولومون الإجابة بنعم أو لا، لكنه حذر من أن بعض الشركات ستكون الرابحة، بينما ستخسر أخرى. وقال إن "الكثير من رؤوس الأموال ستُستثمر بنتائج جيدة، لكن الكثير منها سيُضيع دون عائد". واعتبر أن الحماسة المفرطة تدفع المستثمرين إلى تجاهل المخاطر، مشيرًا إلى أن "الناس يركزون على النتائج المثالية وينكرون التحديات المحتملة".