جوجل تقود موجة نمو ضخمة في قطاع التكنولوجيا، وترفع أسهم الشركات الكبرى إلى 21 تريليون دولار معًا
في أسبوع مليء بالتداعيات المفاجئة، قادت جوجل موجة صعود ضخمة في أسواق التكنولوجيا، ما أدى إلى وصول القيمة السوقية للشركات الكبرى (المقاسات الكبرى) إلى ما يقارب 21 تريليون دولار. ارتفع سهم جوجل (ألفابت) بنسبة 9% في وسط الأسبوع، مدعومًا بقرار قضائي صادر عن القاضي الأمريكي Amit Mehta، الذي أصدر حكمًا في قضية مكافحة الاحتكار التي تواجهها الشركة. رغم خسارة جوجل في المحكمة، لم تُفرض عليها عقوبة بيع متصفح كروم، بل تم فرض عقوبات محدودة، منها إلزامها بمشاركة بيانات البحث مع المنافسين، في خطوة تُعدّ تنازلًا عن جزء من هيمنتها. هذا القرار، الذي يُنظر إليه على أنه تحوّل استراتيجي في مكافحة الاحتكار، أثار تفاؤلًا في السوق، حيث ارتفع سهم آبل بنسبة 3.2% خلال الأسبوع، مدعومًا بالاستمرار في الاتفاقية التي تدفع جوجل من خلالها مليارات الدولارات سنويًا لتصبح محرك البحث الافتراضي على أجهزة آيفون. وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 1.1%، بفضل هذه الموجة التصاعدية. ورأى محللو ويدبوش أن القرار "أزال عبءًا كبيرًا" عن سهم جوجل، ونفّذ "القلق المظلم" الذي كان يرافق آبل، معتبرين أن هذا يفتح الباب أمام تعاون أكبر بين الشركتين في مجال الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في مشاريع تتعلق بـ"جيميني" (Gemini)، نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد لجوجل. أشار القاضي ميهتا إلى أن ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، مع登ّو مثل أوبي إيه (OpenAI)، أنتروبيك، وبييريكسيتي، قد غيّر بشكل جذري ديناميكيات السوق، ما جعل المنافسة أكثر شراسة من أي وقت مضى، وجعل الهيمنة التقليدية لجوجل أقل تأثيرًا. في المقابل، تجاهل مستثمرو جوجل عقوبة أوروبية بقيمة 2.95 مليار يورو (3.45 مليار دولار) من قبل المفوضية الأوروبية بسبب ممارسات احتكارية في مجال الإعلانات الرقمية، مما يعكس تفاؤلًا بالسياق الأمريكي. أما في سوق الرقائق، فقد شهدت شركة بروادكوم ارتفاعًا حادًا بنسبة 13% خلال الأسبوع، لتصبح أول شركة تصل إلى عتبة تريليون دولار للقيمة السوقية، بعد أن أعلنت عن عقد جديد بقيمة 10 مليارات دولار مع عميل جديد، يُرجّح أنه أوبي إيه. وتم تأكيد الشراكة من قبل صحيفة فاينانشال تايمز، مما يعزز مكانتها كمزوّد رئيسي للرقائق المخصصة للذكاء الاصطناعي، والتي تستخدمها جوجل، ميتا، وبايت دانس (مالكة تيك توك). في المقابل، شهدت نيفيديا تراجعًا بنسبة أكثر من 4% في الأسبوع، رغم عدم وجود أخبار سلبية، مع استمرار تراجعها لأسابيع متتالية، رغم بقائها الشركة الأكبر قيمة بـ4 تريليونات دولار، مع صعود نسبي بـ56% خلال العام الماضي. كذلك، تراجعت مايكروسوفت لليوم الخامس على التوالي، رغم صعودها بنسبة 21% على مدى 12 شهرًا. أما تيسلا، فقد كانت أضعف الشركات في المجموعة، مع تراجع سعر سهمها 13% هذا العام بسبب تراجع المبيعات المستمر، نتيجة المنافسة الشديدة من مصنّعين صينيين منخفضي التكلفة وتحديثات متأخرة في منتجاتها. لكنها ارتفعت 5% في نهاية الأسبوع، مدفوعة بدعوة مجلس الإدارة لاعتماد خطة مكافآت لإيلون ماسك تصل قيمتها إلى 1 تريليون دولار، موزعة على 12 جزءًا، وتعتمد على تحقيق أهداف أداء عالية، أبرزها مضاعفة القيمة السوقية إلى 2 تريليون دولار. واعتبرت روبين دينهولم، رئيسة مجلس إدارة تيسلا، أن الخطة تهدف إلى الحفاظ على تركيز ماسك وتحفيزه على قيادة الشركة نحو النجاح.