مارفيل تُعلن استقلالها في مجال الذكاء الاصطناعي عبر خط أنابيب مخصصة من وحدات XPU
في ظل التحول الجذري في عالم الذكاء الاصطناعي، أصبحت مارفيل تُعدّ نموذجًا جديدًا للابتكار المستقل في مجال تصميم الرقائق، بفضل استراتيجية متكاملة ترتكز على الاستحواذات الذكية والشراكات الاستراتيجية. الاستحواذ على شركة أفيرا في 2019، رغم تكلفته البالغة 650 مليون دولار، أثبت أنه خطوة حاسمة، إذ وفر لمارفيل خبرة فنية عميقة في تصميم الرقائق المخصصة، خاصةً من خلال فريق أصله من IBM وغلوبال فاوندريز، وشغّل مسارًا جديدًا لشركة كانت تُعرف سابقًا بمنتجاتها في الشبكات والمعالجات. اليوم، تُمثّل أعمال الرقائق المخصصة (XPUs) قلب استراتيجية مارفيل الجديدة، حيث تُسهم في دفع نمو مذهل في قطاع البيانات. في الربع الثاني من السنة المالية 2026، حققت الشركة إيرادات قدرها 2.01 مليار دولار، بزيادة 57.6% مقارنة بالعام الماضي، مع تحقيق صافي ربح قدره 194.8 مليون دولار بعد خسارة سابقة بقيمة 193.3 مليون دولار. وارتفع صافي النقدية بنسبة 51.4% إلى 1.22 مليار دولار، مع ارتفاع الدين إلى 4.47 مليار دولار، لكن توقعات بيع قسم الشبكات الصناعية لشركة إنفينيون سيُضيف 1.8 مليار دولار كربح غير تشغيلي، مما يعزز مرونة مالية كبيرة. المحرك الرئيسي للنمو هو قطاع البيانات، الذي سجّل إيرادات بقيمة 1.49 مليار دولار، بزيادة 69.2% على أساس سنوي، ويعود هذا النمو إلى مشاريع الرقائق المخصصة والتقنيات البصرية الكهربائية (الإلكترو-أوبتكس). وبحسب تحليل الشركة، فإن مبيعات الرقائق المخصصة للذكاء الاصطناعي وصلت إلى نحو 300 مليون دولار في الربع، مُضاعفةً ما كانت عليه قبل عام، بينما وصلت مبيعات التقنيات البصرية إلى 709 مليون دولار، بزيادة 4.5 مرة. ما يُميّز مارفيل اليوم هو قدرتها على دعم شركات السحابة الكبرى (مثل أمازون، مايكروسوفت، جوجل) في تطوير رقائقها المخصصة، من خلال تقديم حلول تكامل متكاملة، منها دعم تقنية NVLink Fusion من نفيديا، التي تسمح بربط المعالجات المخصصة مع وحدات معالجة الرسومات (GPU) أو وحدات معالجة الذكاء الاصطناعي (XPU) بسلاسة، مما يُقلل الاعتماد على نفيديا كمصدر وحيد. هذا التوجه يُعزّزه تهديد بتحقيق دعوى احتكار ضد نفيديا، ما قد يجبرها على فتح باب التكامل لمنافسيها. في هذا السياق، أشار الرئيس التنفيذي مات مورفي إلى أن مارفيل تُطور حاليًا 18 منفذًا مخصصًا، مع أكثر من 50 فرصة في خط أنابيب المشروعات، بقيمة محتملة تصل إلى 75 مليار دولار على مدى عمر العقود. وتحسّن توقعات السوق المستهدفة للقطاع من 75 مليار دولار في 2028 إلى 94 مليار دولار، مع توقعات لمشاركة مارفيل بنسبة 20%، أي ما يعادل 18.8 مليار دولار في 2028، أي نمو بنسبة 36.3% سنويًا على مدى خمس سنوات. الشركة تُخطط لدمج قطاعي البيانات والشبكات في كيان واحد يُسمّى "مجموعة البيانات المركزية"، بقيادة سانديب باراثي، الذي يُعدّ حجر الزاوية في دمج أفيرا وتطوير الرقائق المخصصة. ورغم توقّع تباطؤ في مبيعات الرقائق المخصصة في الربع الثالث، يُتوقع أن تتعافى في الربع الرابع، مع نمو سنوي متوقع في نطاق 30-35%. بشكل عام، تُظهر مارفيل نموًا متسارعًا في قطاع الذكاء الاصطناعي، ليس فقط كمُورّد تقنيات، بل كشريك استراتيجي في بناء مستقبل الحوسبة المخصصة، مما يُضعها في مقدمة منافسي نفيديا، ويعكس تحولًا جوهريًا في هيكل الصناعة نحو الاستقلال التكنولوجي.