نفيديا تتيح لجميع المطورين استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لتوليد حركات الوجه الصوتية
أعلنت شركة نفيديا عن إتاحة استخدام أداة "أوديو تو فيس" (Audio2Face)، أحدث تقنية ذكاء اصطناعي لمحاكاة حركات الوجه، بشكل مفتوح المصدر، مما يتيح للمطورين والمهندسين والفنانين استخدامها مجانًا في مشاريعهم. تُعد هذه الخطوة نقلة نوعية في مجال إنشاء الشخصيات ثلاثية الأبعاد، إذ تُتيح الأداة تحويل الصوت مباشرة إلى حركات وجه واقعية، دون الحاجة إلى تسجيل حركات وجه يدوية أو استخدام كاميرات مخصصة. تعمل أداة "أوديو تو فيس" على تحليل الخصائص الصوتية للصوت المدخل، مثل النغمة، التردد، والزمن، لاستخلاص معلومات دقيقة حول كيفية تغير تعبيرات الوجه أثناء الكلام. ثم تقوم بتحويل هذه البيانات إلى بيانات حركية تُطبّق تلقائيًا على نموذج ثلاثي الأبعاد لوجه شخصية، مما يُنتج تعبيرات وحركات شفاه واقعية ومتزامنة تمامًا مع الصوت. يُمكن استخدام الأداة في محتوى مُعد مسبقًا، مثل الألعاب أو الأفلام التفاعلية، كما يمكن توظيفها في البث المباشر، ما يفتح آفاقًا جديدة للتفاعل المباشر مع الشخصيات الافتراضية. وقد استخدمت بالفعل بعض الشركات المطورة الأداة في مشاريعهم، من بينها "فَرم فايف" (Farm51)، مطوّر لعبة "تشيرنوبيليت 2: منطقة الاستبعاد"، والتي استخدمت الأداة لتحسين تجربة الشخصيات في اللعبة. كما استخدمها مطوّرو نسخة "أليين: روج إروشن" المُحدّثة، لتعزيز الواقعية في الحوار بين اللاعب والشخصيات الافتراضية. ما يُميّز هذه الخطوة هو أن نفيديا لم تكتفِ بإطلاق الأداة كأداة مفتوحة المصدر فحسب، بل أتاحت أيضًا إطار تدريب النموذج (training framework)، ما يسمح للمستخدمين بتعديل النموذج وتحسين أدائه لتناسب استخدامات محددة، مثل الشخصيات ذات الخلفيات الثقافية المختلفة أو الأصوات غير القياسية. كما تم توفير مكتبات تطوير برمجيات (SDK) متكاملة، مما يسهل دمج الأداة في بيئات تطوير متعددة، بما في ذلك أطر عمل الألعاب الشهيرة مثل Unity وUnreal Engine. يُعد هذا الإطلاق جزءًا من استراتيجية نفيديا لتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي وتمكين المجتمع التكنولوجي من الوصول إلى أدوات متقدمة. ويعكس التزام الشركة بتمكين المطورين من بناء تجارب رقمية أكثر تفاعلية وواقعية، خاصة في عالم الألعاب، والواقع الافتراضي، والخدمات التفاعلية عبر الإنترنت. بفضل هذه الخطوة، أصبح من الممكن الآن لفرق صغيرة أو حتى مبتدئين في مجال التصميم ثلاثي الأبعاد إنشاء شخصيات حية ومحركة بجودة عالية، دون الحاجة إلى معدات باهظة أو خبرة واسعة في الرسوم المتحركة. ويُتوقع أن يُحدث هذا التطور تأثيرًا كبيرًا على صناعة المحتوى الرقمي، خصوصًا مع تزايد الطلب على الشخصيات الافتراضية في مجالات التعليم، الدعم الفني، والترفيه.