أنثروبик تتفق على تسوية دعوى جماعية من كُتّاب أميركيين بتهمة انتهاك حقوق الملكية

أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي أنتropic عن التوصل إلى تسوية قضائية مع مجموعة من الكتّاب الأمريكيين في قضية تتعلق بانتهاك حقوق الملكية الفكرية أُقيمت ضد الشركة بسبب استخدامها لنصوص كتب في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وتم الإعلان عن التسوية في ملف قُدم إلى محكمة الاستئناف في الدائرة التاسعة يوم الثلاثاء، حيث تجنبت الشركة خوض جلسة محاكمة مقررة في ديسمبر والتي قد تفرض عليها غرامات تصل إلى تريليون دولار وفقًا لتقارير من موقع وايرد. القضية التي تُعرف بـ بارتز ضد أنتropic تعود إلى دعوى قضائية رفعتها كاتبات وكتاب من بينهم آندريا بارتز وتشارلز غرايبر وكيرك وولس كينجسون، وادعوا أن أنتropic استخدمت مجموعة بيانات مفتوحة المصدر تحتوي على محتوى مسروق لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي كلاود. واتهموا الشركة بعملية تحميل جماعي مشابهة لخدمة نابستير، حيث تم جمع مئات الآلاف من الأعمال الأدبية دون إذن. رغم أن أنتropic حققت انتصارًا جزئيًا في يونيو عندما أصدر القاضي ويليام ألسبورغ حكمًا يُعتبر استخدام الكتب المُشتراة قانونيًا في تدريب النماذج جزءًا من الاستخدام العادل، إلا أن الحكم لم يُنهِ القضية نظرًا لكون جزءًا كبيرًا من المواد المستخدمة كان مسروقًا. واعتبر القاضي أن استخدام الكتب في بناء النماذج يُعد استخدامًا عادلًا، لكنه ترك الباب مفتوحًا أمام مسائل متعلقة بقانونية جمع تلك المواد. وتمت الموافقة على تشكيل دعوى جماعية في يوليو، مما دفع أنتropic إلى التوجه نحو التسوية لتجنب مخاطر مالية هائلة. التوصل إلى تسوية يُعد حدثًا تاريخيًا حسب تصريح المحامي جاستين نيلسون الذي يمثل الكتّاب، الذي أشار إلى أن التسوية ستعود بالنفع على جميع أعضاء المجموعة. ورغم أن التفاصيل الدقيقة للتسوية لم تُكشف بعد، فإن موعد التصديق النهائي مُقرر في 3 سبتمبر. أنتropic لم تُصدر أي تعليق رسمي، لكنها في السابق أعربت عن ترحيبها بالحكم السابق، مشيرة إلى أن استخدام الكتب كان مقصودًا فقط لتطوير النماذج اللغوية الكبيرة، وأنه يُعتبر استخدامًا عادلًا وفقًا للقانون. القضية تمثل مثالًا حيًا على التحديات القانونية التي تواجه الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بجمع البيانات وحقوق الملكية. وتشير التسوية إلى توجه متزايد نحو حلول وديّة بدلًا من المواجهة القضائية، خصوصًا في ظل التحولات السريعة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. كما تُظهر القضية توترًا متزايدًا بين مبادئ الابتكار التكنولوجي وحماية حقوق المؤلفين، مما يدفع إلى إعادة التفكير في كيفية توازن الاستخدام العادل مع حماية المحتوى الأدبي. وربما تُشكّل هذه التسوية سابقة قانونية مهمة في مسار التطورات المستقبلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الإبداعية.