سام ألتمان: الخريجون الجدد سيتأقلمون مع تغيرات الذكاء الاصطناعي، وقد يسافرون في الفضاء خلال عقد من الزمن
يُعبّر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن تفاؤل متفائل تجاه مستقبل الخريجين الجدد في ظل التحولات السريعة التي تشهدها الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الشباب اليوم يمتلكون فرصًا غير مسبوقة لبناء مستقبل مذهل. في مقابلة مع يوتيوبر كليو أبراهم، أوضح ألتمان أنه لا يقلق من قدرة الخريجين البالغين من العمر 22 عامًا على التكيف مع التغيرات، بل من صعوبة تكيف العاملين الأكبر سنًا، خاصة من يبلغون 62 عامًا، الذين قد يرفضون إعادة التأهيل أو تغيير مهاراتهم. وأكد ألتمان أن التحول الوظيفي الناتج عن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى اختفاء وظائف، لكنه يرى أن الشباب، بفضل مرونتهم وتقنيتهم العالية، سيكونون أكثر قدرة على التكيف والاستفادة من هذه التحولات. وقال: "إذا كنتُ في سن 22 الآن، وخرجتُ من الجامعة، لشعرتُ أنني من أكثر الناس حظًا في التاريخ". وأضاف أن هذه اللحظة فريدة من نوعها، حيث تتيح الذكاء الاصطناعي فرصًا غير مسبوقة لإطلاق مشاريع جديدة، وتأسيس شركات ناشئة بفريق واحد، وقد تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، مع إمكانية تقديم منتجات وخدمات مبتكرة تُحدث فرقًا عالميًا. في المقابل، يُبقي آخرون في قطاع التكنولوجيا، مثل داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، على نبرة أكثر تحفظًا. ففي صيف هذا العام، حذر أمودي من أن الذكاء الاصطناعي قد يُلغِي ما يصل إلى نصف الوظائف الإدارية الدخيلة (white-collar) في غضون خمس سنوات، واصفًا هذا التحول بـ"الكارثة المحتملة"، مُنتقدًا ضعف الاستعداد من جانب صناع القرار والقطاع التكنولوجي. أما ألتمان، فبينما يعترف بتحديات قصيرة المدى، يُظهر تفاؤلًا بعيد المدى. وحسب رأيه، فإن العالم في عام 2035 قد يشهد خريجين جدد يغادرون الأرض في مهام استكشافية للكواكب، في وظائف متطورة ومرموقة، بينما يشعر هؤلاء الذين عاشوا في العقود السابقة بالأسف لعدم تمكنهم من تجربة مثل هذه الفرص. يُعدّ هذا التصور جزءًا من رؤية أوسع لألتمان حول مستقبل العمل والحياة، حيث يرى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تغيير، بل مُحرّك لثورة إنسانية جديدة، تفتح أبوابًا غير مسبوقة في الفضاء، والابتكار، والعمل الحر. ورغم اختلاف الآراء، فإن التحدي المركزي يبقى: كيف نُعدّ المجتمع كله — من الشباب إلى كبار السن — لمواجهة هذه الثورة، لا من خلال التخوف، بل من خلال التكيف، والتعلم المستمر، والشغف بالابتكار.