هل يمكن لشركة أمازون جعل أجهزة الاستشعار الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي ناجحة أخيرًا؟
في ظل التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، تسعى شركات التكنولوجيا الكبرى إلى دمج هذه التقنية في أجهزة ارتدائية تُسهل الوصول إليها في الحياة اليومية. ويعتبر "بيه" (Bee) أحد هذه الابتكارات، وهو جهاز ارتدائي على شكل حزام كهربائي يُحمل على المعصم بسعر 49 دولارًا، ويحتوي على ميكروفونات وتقنيات ذكاء اصطناعي تُسجل المحادثات بشكل مستمر، وتقدم ملخصات ونصوصًا للنقاشات، بالإضافة إلى نصائح عملية وتحليلات. في 20 أبريل 2025، أعلنت شركة "بيه" عبر منصة "لينكدإن" أن مالكها، ماريا دو لورديس، قد وافقت على بيع الشركة لشركة "أمازون". لم تُعلن أي تفاصيل عن قيمة الصفقة، لكن هذا التحرك يُظهر اهتمام أمازون المتزايد بالتقنيات الارتدائية التي تقدم خدمات ذكاء اصطناعي مباشرة. يهدف جهاز "بيه" إلى أن يكون رفيقًا ذكيًا يُواكب المستخدم طوال اليوم، ويعمل بشكل تلقائي إلا عند تفعيله يدويًا. خلال معرض "سي إس إيه" 2025، قمت بتجربة الجهاز، ووجدت أن تطبيقاته العملية واسعة النطاق، مثل توثيق المحادثات في الاجتماعات أو استرجاع معلومات مهمة من محادثات عابرة مع الأصدقاء أو المُساعدين. ومن المثير للاهتمام أن الجهاز يوفر ميزة "البحث في المحادثات" عبر واجهة "الشات بات"، مما يُسهل الوصول إلى المعلومات المهمة. كما أن عمر البطارية يُمتد إلى سبعة أيام، مما يقلل من الحاجة إلى الشحن المتكرر. رغم مخاوف بعض المستخدمين من أن يكون الجهاز مُخترقًا أو يُعرض محادثاتهم، أوضح المُؤسس إيثان سوتين أن البيانات تُخزن محليًا ولا تُشارك مع أي شخص، ولا تُستخدم لأغراض تدريبية. كما أن أمازون قد تدمج هذا الجهاز مع منتجاتها الحالية من الذكاء الاصطناعي، مثل "أليكسا"، من خلال نموذجها "نوفا" (Nova) الذي يُركز على تحسين تجربة المستخدم. مع تطور الذكاء الاصطناعي الجماعي، أصبحت هذه التقنية جزءًا لا يتجزأ من الأجهزة الحديثة، مثل الهواتف والسماعات والساعات الذكية. لكن لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر فائدة، يحتاج المستخدم إلى أجهزة تُسجل المعلومات بشكل فعّال في الوقت الفعلي، وهو ما يسعى إليه "بيه". لقد حاولت شركات سابقة مثل "رابت" و"هومين" تقديم أجهزة مشابهة، لكنها واجهت صعوبات مثل صعوبة ارتدائها أو عدم جذب المستخدمين لها. أما الآن، فتسعى الشركات إلى تصميم أشكال جديدة تُقدم تجربة ذكاء اصطناعي سلسة وسهلة. من بين الشركات التي تعمل على أجهزة ذكية، تُطور "أوبن آي" منتجًا ذكيًا، بينما أعلنت "غوغل" عن نظارات "أندرويد XR" التي تحتوي على تقنيات "جيمي" (Gemini)، وتعاونت "ميتا" مع علامة "أوكلي" لطرح نظارات ذكية مدمجة مع تقنيات "ميتا آي". هذه التطورات تدل على أن سوق الأجهزة الارتدائية الذكية في تزايد سريع. باستحواذ أمازون على "بيه"، من المتوقع أن تُحدث هذه الشركة تغييرًا كبيرًا في هذا المجال، حيث تُخطط لدمج التقنية في منتجاتها الحالية، مما قد يُعيد تعريف طريقة استخدام المستخدمين للذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية.