넷플릭스 تضع إرشادات صارمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنتاج المحتوى
في أعقاب التساؤلات المتصاعدة حول استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي (Gen AI) في محتواها، أعلنت نتفليكس عن إرشادات واضحة لشركائها في الإنتاج، تهدف إلى ضمان استخدام هذه التقنية بمسؤولية واحترام لموثوقية المحتوى. جاء هذا التوجه بعد تجربة مثيرة للجدل مع الوثائقي الحقيقي "ما الذي فعلته جينيفر" (What Jennifer Did)، الذي أثار جدلاً بسبب استخدامه صوراً مولدة بالذكاء الاصطناعي بدلًا من صور أرشيفية حقيقية، مما أثار مخاوف من تضليل الجمهور في سياق يُتوقع منه التحقيق في الحقيقة. الStreamer أصدر تعليمات رسمية عبر مركز مساعدة الشركاء، توضح المبادئ التي يجب أن يلتزم بها المخرجون والمنتجون عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي. واعتبرت نتفليكس هذه الأدوات "أداة إبداعية قيّمة" تُسهم في إنتاج محتوى مبتكر بسرعة، لكنها حذرت من المخاطر القانونية والأخلاقية الناتجة عن استخدامها دون رقابة. وتشدد الشركة على ضرورة إبلاغ جهة الاتصال في نتفليكس بأي نية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع ظهور أدوات جديدة بقدرات متعددة ومخاطر غير مسبوقة. ووفقًا للإرشادات، يُسمح باستخدام الذكاء الاصطناعي في مهام منخفضة الخطورة، مثل توليد أفكار سيناريو، أو تصميم خلفيات افتراضية، أو توليد صوتيات تكميلية، شريطة الالتزام بخمسة مبادئ رئيسية: الحفاظ على المصداقية البصرية والصوتية، وتجنب التلاعب بملامح الأشخاص الحقيقيين، وعدم استخدام بيانات شخصية أو حقوق ملكية ثالثة دون إذن. وفي حال تضمن المخرج النهائي أي من هذه العناصر، يصبح من الضروري الحصول على موافقة كتابية من نتفليكس قبل المضي قدمًا. وأكدت الشركة أن الجمهور يجب أن يثق بما يراه على الشاشة، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يُربك الفرق بين الواقع والخيال، ما يُشكل تهديدًا لسمعة المحتوى. لذا، دعت الشركاء إلى تبني نهج وقائي، بحيث لا يُسمح بأي استخدام غير مؤكد من حيث الامتثال للقواعد، دون استشارة فريق نتفليكس. رغم عدم ذكر التكلفة بشكل مباشر، فإن هذه الإرشادات تأتي في سياق أوسع يعكس توجه الشركة نحو دمج الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز الإبداع دون التضحية بالجودة أو المصداقية. وسبق أن أشار نائب الرئيس التنفيذي تيد ساراندوس إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس وسيلة لتقليل التكاليف فقط، بل أداة لتحسين جودة الإنتاج، مشيرًا إلى مثال سلسلة "الإنسان الأبدية" (The Eternaut) الأرجنتينية كدليل على قدرة التقنية على تسريع الإنتاج وخفض التكاليف دون التفريط في الجودة. هكذا، تسعى نتفليكس إلى توازن دقيق بين الاستفادة من الابتكار التكنولوجي وحماية المصداقية، في وقت تتسارع فيه تطورات الذكاء الاصطناعي، وتصبح الشفافية والمسؤولية أبرز معايير الجودة في عصر المحتوى الرقمي.