HyperAI
Back to Headlines

واحد من كل خمسة أوراق بحثية في علوم الحاسوب قد يحتوي على محتوى مُولَّد بالذكاء الاصطناعي

منذ 4 أيام

أظهر تحليل حديث أن ما يُقدّر بخمسة أشخاص من كل عشرين ورقة بحثية في مجال علوم الحاسوب قد تحتوي على محتوى مُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، وذلك في أعقاب إطلاق منصة ChatGPT عام 2022. ويشير هذا الرقم إلى تحوّل ملحوظ في طريقة إعداد الأبحاث العلمية، حيث أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي تُستخدم بشكل متزايد في صياغة النصوص، وتقديم أفكار، وحتى توليد جزء من المحتوى العلمي. الدراسة، التي أجرتها مجموعة من الباحثين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والعلوم الحاسوبية، ركّزت على تحليل آلاف الأوراق البحثية المنشورة في السنوات الثلاث الأخيرة، باستخدام أدوات متقدمة للكشف عن الأنماط النصية المميزة للذكاء الاصطناعي. ووجد الباحثون أن نسبة عالية من النصوص التي تم التحقق منها تُظهر خصائص مميزة لكتابة نماذج لغوية كبيرة مثل ChatGPT، مثل التكرار المفرط في الصياغة، أو استخدام مصطلحات دقيقة لكنها غير متناسقة مع السياق العلمي، أو التوازن غير الطبيعي بين العمق والوضوح. رغم أن بعض الباحثين يرون أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة مفيدة في توليد الأفكار أو تبسيط كتابة التقارير، إلا أن هناك مخاوف متزايدة حول التأثير على مصداقية الأبحاث العلمية. وتشمل هذه المخاوف احتمال تضليل القارئ، أو تقليل جودة التفكير النقدي، أو حتى التلاعب في النتائج من خلال إدخال معلومات غير دقيقة أو مُختلقة بسلاسة. في المقابل، تشير بعض الدراسات إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي لا يُعد بالضرورة تزويرًا، طالما تم الإفصاح عنه بشكل شفاف. ودعت بعض المؤسسات العلمية إلى تبني سياسات واضحة تُلزم الباحثين بالإفصاح عن استخدام أي أدوات ذكاء اصطناعي في إعداد أوراقهم، مشيرة إلى أن الشفافية قد تكون المفتاح لاستخدام هذه التقنية بمسؤولية. ومن جهته، أبدى عدد من المحررين في المجلات العلمية قلقًا من تزايد عدد الأوراق التي تُرسل بطرق غير موثوقة، ما يزيد من عبء التدقيق الأكاديمي. وبدأ بعض المجلات في تطبيق فحوصات تقنية للكشف عن النصوص المولّدة بالذكاء الاصطناعي، أو طلب توثيق مفصل لدور الذكاء الاصطناعي في كل مرحلة من مراحل البحث. يُعتبر هذا التحول مثالًا على التحديات التي تواجه المجتمع العلمي في عصر التكنولوجيا السريعة، حيث تُحدث أدوات الذكاء الاصطناعي ثورة في الإنتاج المعرفي، لكنها تطرح تساؤلات جوهرية حول الأصالة، والمسؤولية، ونوعية المعرفة التي تُنتج. ورغم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُخفّف من عبء العمل، إلا أن الاعتماد المفرط عليه قد يهدد ركائز البحث العلمي: التفكير المستقل، والدقة، والشفافية. في المدى الطويل، يُتوقع أن تشهد المؤسسات الأكاديمية ودور النشر تطوير معايير جديدة للتعامل مع المحتوى المولّد آليًا، مع تعزيز ثقافة التقييم النقدي والمساءلة الأكاديمية. وربما يصبح الإفصاح عن استخدام الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من عملية النشر العلمي، تمامًا كما أصبحت معايير التصريح عن استخدام الحيوانات أو البشر في الأبحاث جزءًا أساسيًا من الممارسات البحثية.

Related Links